arab publishers

الأحد، 30 أكتوبر 2011

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

قلوب الرجال وغنج النساء

قلوب الرجــــــــــــــــــال و غنج النســـــــــــــاء

قال تعالى في سورة الأحزابآية 32
( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا  (
جاء هذا الخطاب الإلهي ليوضح لنا حقيقة – للأسف الشديد – الكثير من الرجال قد غفلوا عنها ..وهذه الحقيقة هي ان الرجل الذي يطمع في المرأة ذات التغنج والدلال ، انما هو رجل ( مريض القلب )
وتفسير الآية واضح ولا يحتاج الى اي تبيان .. إذ إن الله تعالى ينهى المرأة عن الخضوع في الكلام وهو ما يسمى بالتغنج وترقيق الصوت اثناء التحدث مع الرجل الأجنبي ..
ولأني وفي مقالات كثيرة كانت مخاطبتي للمرأة والفتاة بوجه الخصوص ولأن الكاتب الملتزم والمخلص يجب ان لا يختص بفئة او شريحة فيخاطبها دون الولوج في هموم ومشاكل وعيوب الشرائح والفئات الباقية ، فإنني الآن استميح اخي الرجل عذراً ان كنت سأجعل منه المخاطب في هذه الوقفة وفي وقفات أخرى ان شاء الله تعالى .
ورغم ان الآية التي اخترتها للدخول في هذه الموضوع المهم جاءت لتخاطب النساء بالتحديد ، إلا أنني اريد ان اصل ومن خلال هذه الآية بالذات الى الحقيقة التي قد تكون غائبة عن ذهن أخي الرجل ..
وقد لا يتقبل كل الرجال مقالتي هذه ولا يحاول ان يطبقها على نفسه بحجة انه (( انسان مؤمن و ملتزم (( ! فسيكون جوابي لهذا الأخ هو الآتي :اخي الكريم : مهما كنت ملتزماً بتعاليم الدين الحنيف فإنك لن تصل الى درجة العصمة ..فحتى النبي المعصوم دعا الله ان يُبعد عنه كيد النسوة فقد يصبو اليهن ! ويتضح لنا هذا المفهوم واضحاً جلياً في قول نبي الله يوسف ( ع ) كما جاء في القرآن الكريم :
 ))
وإلا تصرف عني كيدهن أصبُ اليهن وأكن من الجاهلين (( سورة يوسف – آية 33
كما ان حياتنا ما هي إلّا دار ابتلاءات و فتن ، فإن كنت الى الآن لم تتعرض لفتنة النساء وإغاراءاتهن فلا تتوقع ان الأمر سيدوم طويلاً !!
وقد تكون فتنة الشهوة والهوى اكبر وأشد فتنة يمكن ان يتعرض لها الرجل في حياته الدنيوية ، لذلك فإن اغلب المؤمنين والملتزمين يتعرضون لهذه الفتنة ليتميز المؤمن الحقيقي من غيره .. فهل تهيأت ايها الرجل المؤمن والشاب الملتزم لهكذا أمر .. ؟
وحتى تكون الصورة واضحة لديك أكثر فلندخل في صلب الموضوع ولنتساءل :
ماذا قال تعالى عن الذين ( في قلوبهم مرض ) ؟
1-
قال تعالى في سورة البقرة – آية 10 (( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ))
2-
وقال تعالى في سورة التوبة – آية 125 (( واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً الى رجسهم وماتوا وهم كافرون )) ومن هاتين الآيتين الشريفتين نفهم ان من كان في قلبه مرض ولم يحاول معالجته فسيزيده الله مرضاً فوق مرضه حتى يموت على الكفر والعياذُ بالله !وقد يقول قائل بأن مرض القلب ينطبق على المنافقين ولا ينطبق على المؤمنين ؟ فنستدل بقوله تعالى :
 (( اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض )) الأنفال – آية 49
فأن الذين في قلوبهم مرض هم غير المنافقين وإلا لما كانت هذه الأشارة منه سبحانه بأن جمعَ بين الفئتين بحرف الربط الواو !فبالرغم من انهما يشتركان في كثير من الأفعال والآثار إلا إن النفاق لا يكون الا في موت القلب والكفر الخالص ، ولكن مرض القلب يجتمع مع الإيمان( الضعيف ) والشك والتردد فيميل صاحبه مع كل ريح ويتبع كل ناعق .اخي المؤمن :لاحظتَ ومن خلال هذه الآيات الشريفة وما تصرح به بأن الأمر خطير جداًَ فهو يتعلق بمستقبلك الأخروي وحالتك عند الموت ، هل تموت على الإيمان ام على الكفر ان كنت مصراً على البقاء على ذلك المرض القلبي الذي قد تكون معانياً منه والعياذ بالله ؟!قال الإمام الصادق ( عليه السلام  )
"
إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب انمحت ، وان زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يُفلح بعدها ابدا "والآن بإمكانك - ولخطورة الموضوع وأهميته - ان تُراجع نفسك قليلاً :
هل حدث وإن قابلت إمرأة تتغنج في كلامها ؟
في الدائرة التي تعمل انت فيها ؟ في الجامعة التي درست فيها ؟ في المدرسة التي انت معلم او مدرس فيها ؟ في المحل او السوق الذي تعمل فيه ؟ في الأسرة التي تنتمي انت اليها ؟ في في في ...والآن وبعد ان تذكرت هل لك ان تسأل نفسك هذا السؤال :
هل طمعتَ في التقرب من تلك المرأة ؟ هل حدّثتك نفسك بتكوين علاقة معها مهما كانت طبيعة تلك العلاقة .. كلامية ، هاتفية ، مجرد نظرات خائنة غافلاً عن قوله تعالى ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) ؟!
فإن كانت اجاباتك - لا سمح الله - بكلمة ( نعم ) وان كنت ما زلت على إصرارك أو رأيك فالحذر الحذر الحذر ...لأن هذه الصفة وبتصريح من الله تعالى هي صفة ( الانسان مريض القلب ) .
اما الحل فهو ان تخلو ما بينك وبين ربك فتتوب عن كل تلك المواقف وتعاهد الله على معالجة ذلك القلب المريض بالعودة اليه سبحانه والإكثار من مناجاته والتضرع اليه والبكاء من خشيته ، وذلك بأن تجعل من صلاة الليل وكلمات الائمة المعصومين ( عليهم السلام ) وخاصة ( المناجيات الخمسة عشر ودعاء كميل ودعاء ابي حمزة الثمالي ) الوسيلة التي من خلالها تذرف الدموع مدراراً تأسفاً على تلك اللحظات التي قضيتها في الغفلة عن خالقك جل وعلا ..
كما يجب ان تعلم اخي المؤمن بأن دينك لا يحذرك من اللواتي يتغنجن في الكلام فقط !فهذا هو رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يخاطب رجال أمته بالقول : " اياكم وخضراء الدمن " .. قالوا : وما خضراء الدمن يا رسول الله ؟ قال : " المرأة الحسناء في منبت السوء "
إذاً فالمرأة التي يجب ان تحذر منها ومن فتنتها وان لا تحدث نفسك بوصالها ابداً هي تلك الحسناء الجميلة التي نشأت نشأة سيئة بعيدة عن تعاليم ديننا الحنيف فظهرت تأثيرات تلك النشأة على مظهرها وتصرفاتها وقد تظهر حتى على مشيتها ونظراتها !
اخي الكريم اعتذر على الإطالة التي ما حدثت إلا لأهمية الموضوع وتشعبه .. واخيراً اقول : ايها الرجل المؤمن متزوجاً كنت ام غير متزوج ، شاباً فتيّاً كنت ام رجلاً راشداً ، موظفاً كنت ام كاسباً .. خطابي هذا قد وجهته اليك وأدعو الله ان تتقبله مني برحابة صدر وحُسن ظن ..
فأنا بهذه الكلمات لا اريد الا التذكرة مُلبيةً نداءه وقوله تعالى ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )  .


 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م