arab publishers

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

قصة شبابية قصيرة بعنوان " فتاة الجنــــة "


فتاة الجنة


وقف أمير في ذلك الممر الطويل وضحكاته المصطنعة تتعالى وهو يستمع الى تلك الطرائف الساذجة التي تسردها عليه الفتيات وقد التففن حوله وهن يبدين بمظهرهن كأنهن في حفل وليس في حرم جامعي !!توقف أمير عن الضحك فجأة عندما رآها تقترب ، إنها هي .. تلك الفتاة التي هزت جبروته وزعزعت عرش غروره بعدم مبالاتها !نعم إنها الوحيدة من فتيات المرحلة لا يهمها أمره ..إنها الوحيدة التي لا تحاول أن تتحين الفرص للوقوف معه كما تفعل البقية للتمتع بالنظر الى وسامته والإصغاء الى كلماته المعسولة !انتبهت الفتيات الى نظراته لتلك الفتاة ، قالت إحداهن باستهزاء : ما بال هذه الفتاة منذ بداية هذا العام الى يومنا هذا لم تغير حجابها الأسود هذا ولا ليوم واحد !؟
قالت الأخرى متفاخرة : أنا خلال هذه السنة فقط إشتريت خمسة أنواع من الإشاربات !!كان أمير هو الآخر قد حيره أمر هذه الفتاة العنيدة ، لماذا تسير مطرقة الرأس هكذا وكأن أحداً لا يعنيها في هذا الكون ؟! لم يستطع أن ينام تلك الليلة فالأمر لم يعد يُحتمل والحالة هذه مستمرة منذ شهور ! لقد حاول أن يستدرجها اليه مرات عديدة لكنه فشل ! مد يده الى جهاز التسجيل أشغله وصار يستمع الى كلمات ذلك المطرب الذي يتحدث عن غرور وتكبر حبيبته ، ثارت ثائرة أمير ، بدأ يصرخ : نعم مغرورة .. متكبرة ! وهنا تذكر كلام صديقه إحسان الذي كان دائم النصح له بعدم الإستماع الى الأغاني فهي من المحرمات التي تثير المشاعر وتسبب للمرء ويلات وآهات هو في غنى عنها ..أغلق أمير الجهاز وأجبر نفسه على النوم متحدياً الأرق الذي أصابه .وفي الصباح قاد سيارته الحديثة متجهاً نحو الجامعة وقد أتعبه السهر وأرهقه التفكير ، كان يشعر بالصداع ، بعدها شعر بأنه لا يستطيع السيطرة على قيادة السيارة وفجأة فتح عينيه فإذا به مستلقياً على السرير في المستشفى ! ولكن ماذا حدث ؟
ولم تمضِ إلا ثواني حتى تذكرما حصل له من حادث أثناء الطريق الى الجامعة .. وعندها صار يدير وجهه في أرجاء الغرفة لعله يجد أحد أفراد أسرته أو أي شخص يعرفه ، وفعلاً رأى بعض أقربائه لكن من يرى ؟! انه صديقه إحسان .. ومن بجانبه ؟ انها هي  ..!!هل هذا معقول ! ومن قال لها انه في المستشفى ؟ هل كان إحسان يعرف بأن أمير يحب هذه الفتاة فأحضرها لكي تراه ويراها ! لا .. من غير المعقول فإن إحسان شاب متدين ولا يمكنه أن يفعل هذا الأمر ثم إنه لا أحد يعرف بحب أمير لها .. حتى هي لا تعرف ! وبينما كانت هذه التساؤلات تدور في ذهن أمير ، قام إحسان من مكانه وقامت هي أيضاً واتجها نحوه ، قدم له إحسان باقة من الورد قائلاً : الحمد لله على سلامتك يا رجل !كان أمير لا يرى أحداً غيرها ، لم يشح ببصره عنها بينما هي ما زالت خافضة الرأس كالعادة !انتبه إحسان الى نظرات أمير الحائرة تجاه حضور تلك الفتاة والتي هي طالبة في نفس مرحلتهما ، قال إحسان مبتسماً : آه لقد نسيت أن أعرفك على خطيبتي ولو إنك تعرفها إنها ..وقبل أن يلفظ إحسان اسم خطيبته صاح أمير والكلمات تتقطع في فمة : ماذا ؟ خطيبتك ! ولكن منذ متى وانا ما سمعتك يوماً تتحدث عنها او تسير معها ..؟ ! ابتسم إحسان قائلاً : انت تعرف يا أمير انني لست ممن يتحدث الى الفتيات في الجامعة ، لذلك لم أحاول يوماً أن استوقفها للكلام أو السلام أو ما شابه ذلك ، لكني حاولت بشتى الطرق أن اعرف عنوانها حيث انني كنت قد قررت خطبتها ولقد وفقني الله لمعرفة العنوان وزيارة اهلها وتمت الخطبة قبل اسبوع ويوم امس تم عقد القران ولم اخبر احد من الطلبة لأني أردت ان تكون مفاجأة وهذه المرة الأولى التي تخرج معي حيث رأيت انه من الواجب أن نزورك قبل أن نتجه الى أي مكان آخر !أبعد أمير وجهه عنهما حيث كادت الدموع تتطافر من عينيه كالشرر، ثم ردد بصوت مسموع : كنت دائماً أسألك باستهزاء ماذا ستحصل من تدينك والتزامك هذا يا إحسان ؟! فكنت تجيبني : سأحصل على الجنة ان شاء الله ..
واليوم أهنئك يا صاحبي فقبل أن يهبك الله الجنة وهبك فتاة الجنة .ثم خفض صوته ودموعه قد سقطت صرعى تحت قوة الندم والحسرة ، تمتم قائلاً : ليسامحني الله على كل ما إقترفته فيما مضى ..
وصار يعيد في ذاكرته صور الماضي التعيس وهو يلهو مع هذه وتلك بينما كان إحسان يسدي اليه النصيحة تلو الأخرى ، وها هو إحسان اليوم مع خطيبته .. تلك الفتاة التي كان أمير يحلم ولو بنظرة منها !وبعد أن استعرض هذه الأحداث أمام عينيه صار يكرر قوله تعالى :
( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )
 كان أمير لا يعي هذه الآية التي طالما رددها إحسان على مسامعه من باب النصيحة ، أما اليوم فإنه يعيها تماماً وبكل ما تحمله هذه الآية من معنى .

12 التعليقات:

max-lover يقول...

شكرا على المقالة اختنا

غير معرف يقول...

اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم زد وبارك

غير معرف يقول...

رائعة وقيمة هذه القصة القصيرة اتحفتنا ياكاتبتنا القديرة

رويدة الدعمي يقول...

اهلاً بتوافدكم احبتي نورتم المدونة .. جزاكم الله خيراً.

حلا يقول...

افسم بربي اني معجبتاً بكك منذ قرائتي لك قصة {{نرجس قصة شبابية هادفة }} ادعو من الله لك التوفيق ولاتحرميني من ابداعج الجميل تقبلي مروري المتواضع ..

رويده الدعمي يقول...

اختي الغالية حلا اشكر لك تسجيلكِ لهذا الاعجاب ادعو من الله ان تكون كتاباتي ومؤلفاتي جميعها عند حسن ظنكم بي دائماً ولها من الفائدة والمنفعة ما يقربني اليه سبحانه انه ولي التوفيق .

المهندس يقول...

شكرا على الموضوع الرائع

غير معرف يقول...

السلام عليكم
ممكن نسخة الكترونية من قصة نرجس
شكرا

Unknown يقول...

جدا رائعة .. موفقة اختي الكريمة ..
ننتظر منك المزيد ..
انا من احدى المعجبات جدا بكتاباتك ..
موفقة يارب ..

غير معرف يقول...

كاتبتنا العزيزة
أرجو أن تنشري رواية طبيب القلوب pdf

Unknown يقول...

جميل جدا ممكن تنشرين رابط تحميل الرواية

Unknown يقول...

جميل جدا ممكن تنشرين رابط تحميل الرواية

إرسال تعليق

نرحب بك للتعليق وابداء رايك ...ضع ردك هنا

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م